maroc
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
maroc

Info
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ليلة عصيبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
maratli
نـــــائـــب الـــــمــــدير الــــعــــام
نـــــائـــب الـــــمــــدير الــــعــــام
maratli


عدد الرسائل : 47
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 09/12/2006

ليلة عصيبة Empty
مُساهمةموضوع: ليلة عصيبة   ليلة عصيبة Emptyالجمعة ديسمبر 22, 2006 12:42 pm

جلست في ملل وانا ارقب حركات اليد للاعبين والتي تصحبها الصيحات المتعالية
الغاضبة احيانا والفرحة مرات اخري من مختلف المتنافسين .....
احضرلي صبي المقهي الشاي في ضجر لم اعرف سببه مما دفعني
لاراقبه فاكتشفت انه لم يخصني وحدي بهذه المعاملة؟!
مر الوقت ثقيل حتي لمحت من بعيد احمد وايمن قادمان نحوي
وكما المعتاد مزيد من المصافحات والقبلات الحارة
علي الرغم من اننا تقابلنا بالامس فقط
انا منتظر منذ ساعة :
انت تعرف ايمن ومعدته فهو لا يتحمل الجوع مطلقا...
الساعة الرابعة الان .لا نريد ان نسافر في الظلام ....
مرت نصف ساعة اخري وهم يحتسيان الشاي والقرفة وانا اكاد اجن من الغيظ من برودهم ...
واخيرا نهضا فوجهت سؤالي الي احمد اذا كان يعرف الطريق الي قرية محمود جيدا فاجاب بثقة طالما اخشي منها . لا تقلق ....
جلست بجوار احمد بينما جلس ايمن في المقعد الخلفي من السيارة وبدات السيارة تتحرك؛
وما ان بدات السيارة في اجتياز الطريق الصحراوي حتي كانت الشمس قد غابت بالفعل .
حاولت تبديد هذا الصمت الذي اطبق علي السيارة ؛كم الموعد المحدد للزفاف ؟
لم يخبرني محمود...هو اكتفي بالقول انه حفل زفاف اخته علي ابن عمها
انت اخبرتني من قبل انك زرته في قريته العام الماضي ؛ حرك احمد راسه علامة الموافقة
دون ان يجيب ؛ في هذه الاثناء سمعت صوت شخير ايمن في الخلف .....
مرت اكثر من ساعة والطريق الصحراوي لم ينته بعد فبدات اشعر بالقلق مع مزيج من الشعور بالبرودة .
هي قرية محمود بعيدة لهذه الدرجة؟
يعني . لم تكن نبرة صوت احمد تحمل تحمل نبرة الثقة المعتادة لديه .
لكني بدات الاحظ اننا بالفعل قد دخلنا في بداية الطريق الزراعي فخينئذ تنفست الصعداء ؛
لكن لم يدم ذلك كثيرا مع رؤيتي لملامح القلق علي وجه احمد !
وتاكدت ظنوني عندما القي احمد بقنبلة غير متوقعة ؛ لقد ضللنا الطريق يا نور.
صرخت علي ايمن الذي لم يظل يغط في النوم ؛ فاستيقظ فزعا . مستفسرا عما حدث؟
توقفت السيارة وحاول احمد تصنع الدعابة ؛سوف نقضي ليلة شاعرية وسط الاشجار .
لم ابتسم حتي لدعابته التي بدت لي سمجة في مثل هذا الموقف العصيب ؛
بل واكثر من ذلك انتابتني موجة من الغضب فاحتديت عليه قائلا :
انت تسخر الان بعدما تسببت في ضياعنا ؛
بدأ الجو يتكهرب الان حتي عندما حاول ايمن ان يخفف التوتر لم يسلم من رد فعلي العنيف ؛
فقد اتهمته انه سبب تاخرنا في السفر.
واخذت العن من اقترح هذه الرحلة المشئومة
احسست انه هناك قوة شيطانية تسيطر علي ؛ وانني قد ارتكب حماقة اندم عليها كثيرا .
اغمضت عيني وبدات اردد بعض الايات القرآتية في سري حتي احسست ببعض الطمأنينة .
مرت دقائق من الصمت وقدبدأت اشعر ببرودة اكثر تجتاح جسمي الا اني اقترحت علي الرغم ذلك ان نخرج لتفقد المكان؛ قوبل رأيي بالمعارضة بل والرفض الشديد فلم اجد مناصا من الانتظار حتي اقنعاهما بالخروج ؛ وبدأت ادير حديث كنت اعلم جيدا انه لم يكن الحديث الامثل لمثل هذا الوقت .
هل رأيت عفريتا من قبل يا احمد؟
حينئذ صاح ايمن متبرما يبدو انها ستكوت ليلة عصيبة بالفعل !

لم اهتم كثيرا بتبرمات ايمن رغم اني كنت اعلم انه من اللذين يمكن ان يصيبهم الذعر من مجرد سماع مواء قطة ؛ لكني كنت اشعر بلذة حقيقية واستمتاع لا اعرف سببه مع اثارة هذا الموضوع ....
اجاب احمد وقد بدأ هو الاخر يستفزه الموضوع فكلانا كانت تجمعه ولع بعالم الميتافيزيقا(عالم ما وراء الطبيعة) وهو باختصار عالم يبحث في اشياء عجز العلم عن تقديم تفسير مقبول ومقنع لها ؛ بداية من السحر وعالم الجن وقصص الاشباح وربما يضاف اليها الولع الغربي بقصص مصاصي الدماء والمذئوبين .....
انت بتصدق في حكايات وقصص العفاريت يا نور ؟
اسمع رايك اولا.....
لقد قرأت الكثير من القصص في هذا الموضوع لكني دائما ينتابني الكثير من الشك تجاه كل هذا ....
ما ان انهي احمد كلماته .... حتي بدأت في حديث طويل وكأني القي محاضرة:
اولا :معظم الاديان السماوية اشارت لتلك الغيبيات ....ففي الاسلام مثلا هناك آيات كثيرة اشارت لعالم الجن من شياطين وملائكة بل واشارت كذلك للسحر ولكن قد تبدو الاشكالية في تأثير كل هذا علي الانسان ....
ثانيا : ان نظرة الشعوب ومسمياتها تجاه هذه الاشياء تختلف بصورة كبيرة ....
فمثلا :تجد في الريف المصري قصص عن الجنية التي تجلس تحت الجميزة ولا اعلم لماذا شجر الجميز بالذات يشترك كاحد ابطال قصص الجن في الريف المصري ....!
وايضا قصص النداهة وغيرها......
اما من اكثر القصص تواترا عند مختلف الشعوب . قصص الاشباح عند الغربيين اوكما نطلق عليها نحن العفاريت....وهي نظرية ارواح الموتي الحائرة او المعذبة او احيانا التي تعود لتنتقم والتي لا مجال لسرد تفاصيلها الآن .....
ولا يمكن ان ننسي ولع الغربيين بقصص مصاصي الدماء والمذئوبين والتي يعتقد العلماء ان ورائها حقائق علمية اسئ تفسير ظواهرها.....
في اثناء القائي هذه المحاضرة .... !
لاحظت بطرف عيني ان ايمن منكمش عل نفسه وتحمل ملامح وجهه علامات الذعر ....
لكني رغم ذلك وبدل ان اشعربالشفقة تجاهه .... احسست بنشوة شياطنية لكوني اثرت الرعب في نفسه....!
علق احمد معترضا...ولماذا لاتكون معظم هذه القصص ايضا مجرد ظواهر سوف يتمكن العلم من تفسيرها يوما ما ؟
اطرقت التفكير قليلا ...ثم استطردت في الحديث مرة اخري:
هناك بالفعل امور تتعلق بقدرات العقل البشري والذي نجهل اكثر اسراره....
فهناك التخاطر وقدرة العقل علي التحكم وتحريك الاشياء عن بعد وهي قدرات يتمتع بها عدد محدود من الاشخاص ....وتري عقائد بعض الجماعات انه هذه القدرات يمكن اخراجها وتنميتها
ونري ذلك بصورة واضحة عند البوذيين الذي اظهر بعض افرادها قدرات يصعب تصديقها وان اثبتت علميا ....
بينما عجز العلم في تحقيق أي تقدم ملحوظ في امور اخري كثيرة في عالم الغيبيات ....
ثم ابتسمت بخبث ....اذا كنت لديك شك حقيقة في مثل الامور فلماذا تخشي من الخروج من السيارة؟!
فهم احمد مغزي كلامي ....فرد بذكاء :
الموضوع ليس خوف من الاشباح اوالعفاريت حتي....؛ لكن المكان قد يكون ممتلئ بالحيوانات الخطرة كالذئاب او الثعابين ....
وهكذا شعرت بالخيبة من رد احمد ....
لكني فضولي وحبي للمغامرة كان اقوي من اتمكن من كبحه ....
وقررت ان ان اخوض المغامرة وحدي مهما كانت العواقب .....
قبل ان اغادر السيارة لم ينسي احمد توجيه دعابة سمجة.....
احذر من أي فتاة جميلة تقابلها .....
بدأت في اختراق الظلام كان الجو قارس البرودة وكنت اشعر ان فضولي
اشبه بالفضول الذي تسبب في مقتل القطة !
كنت قد قطعت مسافة ليست بالقليلة حتي احسست ببعض القطرات تتساقط علي راسي.
نظرت للسماء فلاحظت تجمع للغيوم مما يوحي بانها ستمطر....
لم تكد تلك الخاطرة تلح علي عقلي ..حتي بدأت زخات اخري من القطرات تتساقط.....
احسست بالحيرة.. هل ارجع ثانية بعد كل المسافة ؟
حينئذ لاحظت نور قادم من مكان ما .فمشيت في اتجاهه .....
باستثناء هذا النور كان الظلام يلف المكان ....وباستثناء صوت حشرات الليل كان هدوء مريب
يخيم علي الظلام ....
تبينت بعد مسافة قليلة البيت الذي يشع منه هذا النور....
بعد تردد قررت ان اطرق الباب ....فترة من الصمت اعقبت صوت الطرقات .....
فتح الباب عن فتاة بارعة الجمال .....احسست بتسارع نبضات قلبي ليس من جمال الفتاة ..
ولكن مع تردد كلمات احمد في ذهني...احذر من أي فتاة جميلة تقابلها....اوشكت ان الوذ بالفرار .لولا ان لاحظت انها تحمل بندقية فشعرت ببعض الطمأنينة ...هل الجن او الاشباح بحاجة لحمل سلاح؟!
كان المطر قد صار يتساقط بكثافة ..فدعتني للدخول شفقة بي !
شعرت بالدهشة ان مصدر الاضاءة في البيت مصباح كيروسين ..!
تركتني ودخلت احدي الحجرات الجانبية ....كانت الاسئلة تكاد تلتهم عقلي ...
لم يمر وقت طويل حتي عادت مرة اخري وهي تدعوني للدخول لنفس الحجرة ...وفي هذه الاثناء نظرت في عينيها لاول مرة ...احسست بسحرخاص وانها تحتويني داخلها...
لم يكن لون عينيها مألوفا لي ...لم اعلم لما احسست بهذا الاحساس !
في داخل الحجرة وجدت شابا لكنه كان يجلس علي كرسي متحرك ...
طلب مني الجلوس ثم اشار اليها لتحضرلنا قدحين من الشاي ....
كان ينظربين حينة واخري عبر النافذة مغلقة الزجاج بجواره ...
كاد الفضول يقتلني ...فعملت علي فتح حوار بدأته بسرد الاحداث التي حدثت لي ..
وانهيته بسؤال يحمل كل الفضول الذي يعتري به صدري ....
فترة صمت دامت لدقائق احسست فيها بتسرعي في السؤال....
لكنه بدأ يحكي قصته.بينما كانت الفتاة قد احضرت الشاي وجلست ترقبه وهو يبدأ حديثه:
لقد احببت عائشة حبا كبيرا لكن اهلها اللذين كانوا احدي بقايا العائلات التي مازالت تحمل طابع العنجهية التركي رفضوا زواجنا مما اضطرنا للهرب سويا والزواج ...هل تعلم ان اليوم هو موعد عيد زواجنا ؟
لم يتركنا اهلها بل اطلق احد افراد عائلتها النارعلي مما تتسب لي فيما تراه....
كانت كلماته الاخيرة قد اخذت طابع الحدة ...بل ولاحظت ملامح من القلق ترتسم علي وجه الفتاة.....
كانت الاضواء المنبعثة من النافذة تظهر انها تمطر بغزارة في الخارج....
فترة من الصمت سادت بعد انتهائه من قصته قطعتها بسؤالي عن سبب استخدامهم لمصباح كيروسين ؟
اجابت الفتاة ان المنطقة نائية لم تصلها الكهرباء!
لم يقنعني جوابها لكني فضلت الصمت ....
فجأني هو بالاشارة ان المطر قد توقف!....
بدت كلماته وكأنه يخبرني اني ضيف غير مرغوب فيه...
نهضت وكنت حتي لم اشرب الشاي !
اصطحبتني الفتاة للخروج بعد ان شكرت لهم حسن ضيافتهم !
وعلي باب الحجرة وعلي حين غرة ..دفعت الفتاة في يدي شئ..تبين لي انه وردة.
احسست بالارتباك ان يرانا زوجها ...فدسست الوردة داخل ملابسي...
بدا لي ان زوجها رأي كل شئ وانه يرمقني بنظرات حادة ....
في تلك الاثناء احسست ان الارض تميد من حولي واني افقد وعيي....
نور..نور......فتحت عيني لاجد نفسي مستلقي في الطين وكل ملابسي مبللة ؟!
وجدت احمد يقف بجواري ....
اصابني الذهول....بينما استرسل احمد في حديث انه بعد ان تاخرت احس بالقلق علي...
خاصة بعد سقوط الامطار بهذه الغزارة ....وما ان انتهي سقوط الامطار حتي خرجت للبحث عنك .فوجدتك مغشي عليك!
شعرت بعدم التصديق لكل ما حدث...ونهضت وبدأت اجول ببصري في انحاء المكان عن البيت دون جدوي ....هل كان كل هذا مجرد وهم وخيال...!
جلست بجوار ايمن الذي ما ان حكي له احمد ما حدث حتي اخذت كلماته التي تحمل كل معاني السخرية والشماتة تتدفق كالشلال !
كان ضوء الشمس قدبدأ يبدد ظلمة المكان ..وصاح احمد ان معالم الطريق قد بدأت تتضح له .
وانا اقوم بخلع الجاكيت الذي نال القسط الاكبر من ماء المطر ...
رايت شئ اصابني بالرجفة ....لقد سقطت وردة علي ارض السيارة؟!



ليلة عصيبة 7303d69ca1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليلة عصيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
maroc :: المنتديات الثقافية و الأدبية :: [§¤°^°¤§]ساحة القصص القصيرة و الروايات [§¤°^°¤§]-
انتقل الى: